مصادر فلسطينية تعرب عن خشيتها من استمرار حالة الركود بين "فتح" و"حماس"
غزة/قدس برس:
رسخ فشل المجلس التشريعي في عقد جلسته الخاصة بمنح الثقة لحكومة سلام فياض، حالة الانقسام السياسي بين الضفة والقطاع، وعكس انسداد آفاق الحوار السياسي بين قطبي النزاع في الساحة السياسية الفلسطينية، حيث لم تنجح دعوات عربية صدرت أولا من وزراء الخارجية العرب، ثم من عدد من الدول العربية ذات الصلة بالشأن الفلسطيني في إقناع القادة الفلسطينيين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى رؤية مشتركة تزيل ما بينهم من خلافات.
أرضية مختلفة للحوار
في هذه الأثناء كشفت مصادر قيادية في حركة "فتح" النقاب عن أن جهوداً سياسية جديدة بدأت تبذل من أجل البحث عن أرضية مختلفة للحوار "الفلسطيني ـ الفلسطيني" ليكون حواراً إقليمياً تشارك في تحديد مرتكزاته وشروطه قوى إقليمية ذات تأثير في الشأن الداخلي الفلسطيني ، وتحتل مواقع مهمة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد مفيد عبد ربه، أحد قياديي حركة "فتح" في تصريحات خاصة أن الخلاف الأساسي الذي لا بد من البحث عن سبيل لتجاوزه لعقد حوار "فلسطيني-فلسطيني" مثمر وناجح، يتعلق بتحديد وجهة الحوار وطبيعة المتوجهين إليه والآليات الموصلة إلى ذلك، وأضاف: " السؤال عند الحديث عن الحوار هو: "من أين نبدأ الحوار؟ هل نبدأ من الأمر الواقع أي إقدام الأغلبية البرلمانية على السيطرة على النظام السياسي بالقوة، أو بعد أن تعيد "حماس" الأمور إلى ما كانت عليه في السابق؟ والفرق كبير بين الحالتين".
وأشار عبد ربه إلى أن الحوار المطلوب بين الأطراف الفلسطينية الذي يستوجب استحقاقات من "حماس" لا بد أن تفي بها ومتطلبات من الرئاسة تتعلق بتطوير النظام السياسي لا بد أن تحدث، يجب أن يكون حواراً إقليمياً تشارك فيه دول ذات تأثير كبير في الساحة الفلسطينية الداخلية، ولها مصلحة في إحداث استقرار فلسطيني لأنه جزء من استقرار المنطقة.
وتابع: " لا يجب أن يكون الحوار فلسطينيا-فلسطينياً بل لا بد أن يكون إقليميا، لأننا وإياهم نتدخل في شؤون بعضنا، ومن شأن مشاركة كل من سورية وإيران والأردن ومصر والسعودية، تعزيز نتائج الحوار وضمان تحققها، لأن العزف الفلسطيني المنفرد قد فشل، فلا بد من عزف جماعي"، كما قال.
ونفى عبد ربه أن يكون الحوار بين الرئاسة و(إسرائيل) محاولة للاستقواء على حركة "حماس" وأعاد ذلك إلى طبيعة الوضع الفلسطيني المعقد الذي تربطه علاقات متشابكة مع الإسرائيليين، علاوة على أنهم إذا أرادوا إعادة أراضيهم فإن ذلك يستوجب حوارا مع الإسرائيليين وليس مع اللاشيء، على حد تعبيره.
التوافق هو السبيل
لكن مصادر سياسية فلسطينية مستقلة تحدثت وطلبت عدم الإشارة إلى اسمها أن تمسّك الرئيس عباس والفريق الذي يحيط به بترديد الاتهامات لحركة "حماس"، والتي بلغت أوجها في اللهجة الهجومية، يعكس وجهة نظر أمريكية وإسرائيلية لقطع كل حبال الود مع قادة "حماس"، كما قال المصدر.
ورجحت هذه المصادر أن تظل الحال على ما هي عليه راكدة، وأن تفوح من هذا الركود بعض الروائح النتنة من الاتهامات والاتهامات المضادة، وقالت: "واضح تماما أن حركة "حماس" قد أعلنت في أكثر من مناسبة أنها لن تستجدي الحوار، وأنها مستعدة متى ما أتى الرئيس عباس، كما أن "فتح" أعلنت أنها لن تحاور إلا بعد عودة الوضع إلى ما كان عليه في غزة، وهذا مطلب لا يستقيم لأنه يستوجب حواراً، ولذلك فإن الأمر سيظل معلقاً حتى يصدر الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لبدء الحوار بعد أن تفشل سياسة الضغوط لإسقاط "حماس" من المشهد السياسي، وهو هدف يبدو بعيد المنال في الأمد المنظور على الأقل".
وعلى ذلك فإن هذه المصادر لا تستبعد أن تطول مرحلة القطيعة لعدة أشهر، لكنها قالت: "لن يكون حل الخلاف عبر إزالة أحد الأطراف، وإنما بالتوافق وحده".
الجمعة فبراير 29, 2008 12:31 pm
